بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصه من اروع ماقرأته طبعا اخذته من مجله
اقرؤها للاخر رائعه
لاشي يضاهي الاستمتاع بقراءة قصه من قصص السلف
الصالح
ان كان من خلال سيرته او من طيات كتابه
لذا يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شاب
تقي فقير,خرج في يوم من الايام من بيته ولو يجد مايأكله فانتهى به الطريق
الى احد البساتين الممتلئه باشجار التفاح والتي يتدلى غصنها خلف السور...
حدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحه ويسد بها رمقه
ولااحد يراه ولن ينقص هذا البستان
بسبب تفاحه واحده...فقطف هذه التفاحه ثم جلس
ياكلها,ولما رجع الى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائما يحاسب
نفسه...كيف اكلت هذه التفاحه؟وهي مال المسلم؟ولم استأذن منه؟
وفي اليوم التالي بحث عن صاحب البستان حتى وجده
فقال له:
ياعم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحه
من بستانك من دون علمك وهأنذا اليوم استأذنك فيها؟
رد صاحب البستان والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم
القيامه عند الله.
فبدأ الشاب يبكي ويتوسل اليه ان يسامحه,وقال له:أنا
مستعد أن اعمل أي شئ بشرط أن تسامحني وتحللني.
وكرر توسله الى صاحب البستان الا أن صاحب البستان
لايزداد الا اصرارا.
وبقي الشاب عند البيت ينظر خروجه الى صلاة
العصر...فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لايزال واقفا ودموعه تتحدر على
لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعه والعلم.
فقال الشاب لصاحب البستان:ياعم انني مستعد للعمل
فلاحا في هذا البستان من دون أجر باقي عمري أو أي امر تريد ولكن بشرط أن
تسامحني عندها...
أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال :يابني انني مستعد
ان أسامحك الان لكن بشرط؟
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط مابدى لك
لك ياعم
فقال صاحب البستان شرطي: هو ان تتزوج ابنتي!!!
صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا
الشرط,ثم أكمل صاحب البستان قوله:ولكن يابني اعلم ان ابنتي عمياء وصماء
وبكماء وأيضا مقعده لاتمشي ومنذ زمن وأنا ابحث لها عن زوج أستأمنه عليها
ويقبل بها بجميع مواصفاتهاالتي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك.
صدم الشاب مره أخرى بهذه المصيبه الثانيه وبدأ يفكر
كيف يعيش مع هذه الفتاة خصوصا أنه مازال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم
بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات؟
ثم قال:أصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة
التفاحه!!!
ثم توجه الى صاحب البستان وقال له ياعم لقد قبلت
ابنتك وأسال الله أن يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرا مما أصابني.
فقال صاحب البستان:حسنا يابني موعدك الخميس القادم
عندي في البيت وليمه زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها.
فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل
الخطى...حزين الفؤاد....منكسر الخاطر...ليس كأي زوج ذاهب الى يوم
عرسه,فلما طرق الباب فتح له ابوها وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا اطراف
الحديث قال له:يابني تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع
بينكما في خير...وأخذه بيده الى الغرفه التي تجلس فيها ابنته فلما فتح
الباب.
اذا بفتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعرها
كالحرير على كتفيها,فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه
وقالت السلام عليك يازوجي ...
دهش الشاب مما رأى ووقف في مكانه يتأملها وكأنه
امام حوريه من حوريات الجنه نزلت الى الارض وهو لايصدق مايرى ولايعلم
مالذي حدث,ولماذا قال ابوها هذا الكلام!
ففهمت مايدور في باله فذهبت اليه وقالت:انني عمياء
من النظر الى الحرام,وبكماء من قول الحرام,وصماء من الاستماع الى
الحرام,ولاتخطو رجلاي خطوه الى الحرام.
وأنا وحيدة ابي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج
صالح,فلما أتيته تستأذنه في تفاحه وتبكي من أجلها,قال أبي:أن من يخاف من
أكل تفاحه لاتحل له,حري به ان يخاف الله في ابنتي فهنيئا لأبي بنسبك.
وبعد عام انجبت هذه الفتاة من هذا الشاب غلاما كان
من القلائل الذين مروا على هذه الأمه.أتدرون ماهو هذا الغلام؟؟؟
انه الامام أبو حنيفه النعمان صاحب المذهب الفقهي
المشهور.