اذا علمت ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة فاعلم ان التوحيد ثلاث افسام
توحيد الربوبية
وهو ان تؤمن بأن الله هو الخالق الرازق المهيمن وهذا النوع من التوحيد يؤمن
به اغلب الكفار من قديم وحديث اللهم الا الملاحدة قال تعالى ( وَلَئِن
سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
وقال تعالى
( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يُخرج الحى
من الميت ويُخرج الميت من الحى ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا
تتقون )
وقال تعالى
( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكَرون )
ومع علمهم بكل هذا وإقرارهم به لم ينفعهم عند الله لانهم اشركو في النوع
الثاني من التوحيد وهو توحيد الالوهية او توحيد العبادة ومعناه افراد الله
بالعبادة
وهو معنى لا اله الا الله
كلمة (لا اله) تنفي جميع المعبودات من دون الله وتبطلها
اى ان جمع الالهة التى يتقرب اليها الناس بالعبادات ويدعونها من دون الله
من تماثيل واشجار واحجار واشخاص وقبور وغير ذلك هى باطلة اصلاً ولا تأثير
لها ولا يمكن لها ان تفعل اى شئ من الخلق والامر وانما هو اله واحد قال
تعال(أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون
)
وقال تعالى
(أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات
بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ءإله مع الله بل هم قوم يعدلون)
وقال تعالى
(ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من اله , إذا لذهب كل اله بما خلق و لعلا بعضهم علي بعض , سبحان الله عما يصفون)
وكلمة (إلا الله) تثبت العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته ولا في ملكة
قال تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين )
وقال تعالى
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ )
وقال عز وجل
(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
كل من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة
من يدعُ مع الله غيره فهو مشرك قال تعالى (ومن يدعُ مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وصفه الله بالكفر بسبب دعائهم غير الله
والواجب عليهم التوجه الى الله في جميع دعائهم كما قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )
وقال ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )
وكذلك من يخاف غير الله فهو دليل على عدم إيمانه قال تعالى ( فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين)
ولا يتوكل الا على الله قال تعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
ولا يخشى الا الله قال تعالى (فلا تخشوهم واخشوني )
ولا يستعين الا بالله قال تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين )
ولا يستعيذ الا بالله قال تعالى ( قل أعوذ برب الفلق ) (قل أعوذ برب الناس )
ولا يذبح لغير الله قال تعالى (فصلى لربك وانحر )
وغير ذلك من انواع العبادات كلها لله وحده لا شريك له
قال تعالى
(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
يجب ان تكون العبادة خالصة لله وحده هذا هو اصل الدين والطريق القويم وسبب النجاة في الدارين
ويدخل في توحيد الالوهية او توحيد العبادة توحيد الحاكمية وهو معنى قول
الباري عز وجل ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه )
امر الله عز وجل ان نتحاكم الى شريعته التى شرعها وبين لنا فيها المعاملات
والاحكام والاوامر والنواهي وتوعد من خالف حكمه وشريعته وترك التحاكم
اليها فقال عز وجل
{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}
{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )